1. الرئيسية
  2. تفسير البيضاوي
  3. تفسير سورة يوسف
  4. تفسير قوله تعالى قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين
صفحة جزء
قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم

[ ص: 163 ] قال رب السجن وقرأ يعقوب بالفتح على المصدر . أحب إلي مما يدعونني إليه أي آثر عندي من مؤاتاتها زنا نظرا إلى العاقبة وإن كان هذا مما تشتهيه النفس وذلك مما تكرهه ، وإسناد الدعوة إليهن جميعا لأنهن خوفنه من مخالفتها وزين له مطاوعتها . أو دعونه إلى أنفسهن ، وقيل إنما ابتلي بالسجن لقوله هذا وإنما كان الأولى به أن يسأل الله العافية ولذلك رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على من كان يسأل الصبر . وإلا تصرف عني وإن لم تصرف عني . كيدهن في تحبيب ذلك إلي وتحسينه عندي بالتثبيت على العصمة . أصب إليهن أمل إلى جانبهن أو إلى أنفسهن بطبعي ومقتضى شهوتي ، والصبوة الميل إلى الهوى ومنه الصبا لأن النفوس تستطيبها وتميل إليها . وقرئ أصب من الصبابة وهي الشوق . وأكن من الجاهلين من السفهاء بارتكاب ما يدعونني إليه فإن الحكيم لا يفعل القبيح ، أو من الذين لا يعملون بما يعلمون فإنهم والجهال سواء .

فاستجاب له ربه فأجاب الله دعاءه الذي تضمنه قوله : وإلا تصرف . فصرف عنه كيدهن فثبته بالعصمة حتى وطن نفسه على مشقة السجن وآثرها على اللذة المتضمنة للعصيان . إنه هو السميع لدعاء الملتجئين إليه . العليم بأحوالهم وما يصلحهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية