قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا  [ ص: 258 ] قل جوابا لهم . 
كونوا حجارة أو حديدا  . 
أو خلقا مما يكبر في صدوركم أي مما يكبر عندكم عن قبول الحياة لكونه أبعد شيء منها ، فإن قدرته تعالى لا تقصر عن إحيائكم لاشتراك الأجسام في قبول الأعراض ، فكيف إذا كنتم عظاما مرفوتة وقد كانت غضة موصوفة بالحياة قبل والشيء أقبل لما عهد فيه مما لم يعهد . 
فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة وكنتم ترابا وما هو أبعد منه من الحياة . 
فسينغضون إليك رءوسهم فسيحركونها نحوك تعجبا واستهزاء . 
ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا فإن كل ما هو آت قريب ، وانتصابه على الخبر أو الظرف أي يكون في زمان قريب ، و 
أن يكون اسم 
عسى أو خبره والاسم مضمر .