1. الرئيسية
  2. تفسير البيضاوي
  3. تفسير سورة مريم
  4. تفسير قوله تعالى رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا
صفحة جزء
رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا

( رب السماوات والأرض وما بينهما ) بيان لامتناع النسيان عليه ، وهو خبر محذوف أو بدل من ( ربك ) ( فاعبده واصطبر لعبادته ) خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم مرتب عليه ، أي لما عرفت ربك بأنه لا ينبغي له أن ينساك ، أو أعمال العمال فأقبل على عبادته واصطبر عليها ولا تتشوش بإبطاء الوحي وهزء الكفرة ، وإنما عدي باللام لتضمنه معنى الثبات للعبادة فيما يورد عليه من الشدائد والمشاق كقولك للمحارب : اصطبر لقرنك . ( هل تعلم له سميا ) مثلا يستحق أن يسمى إلها أو أحدا سمي الله فإن المشركين وإن سموا الصنم إلها لم يسموه الله قط ، وذلك لظهور أحديته تعالى ، وتعالى ذاته عن المماثلة بحيث لم يقبل اللبس والمكابرة ، وهو تقرير للأمر [ ص: 16 ]

أي إذا صح أن لا أحد مثله ولا يستحق العبادة غيره لم يكن بد من التسليم لأمره والاشتغال بعبادته والاصطبار على مشاقها .

التالي السابق


الخدمات العلمية