1. الرئيسية
  2. تفسير البيضاوي
  3. تفسير سورة مريم
  4. تفسير قوله تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض
صفحة جزء
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا

( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ) الضمير يحتمل الوجهين لأن هذا لما كان مقولا فيما بين الناس جاز أن ينسب إليهم .

( لقد جئتم شيئا إدا ) على الالتفات للمبالغة في الذم والتسجيل عليهم بالجراءة على الله تعالى ، والإد بالفتح والكسر العظيم المنكر والإدة الشدة وأدني الأمر ، وآدني أثقلني وعظم علي .

( تكاد السماوات ) وقرأ نافع والكسائي بالياء . ( يتفطرن منه ) يتشققن مرة بعد أخرى ، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة وأبو بكر ويعقوب «ينفطرن » ، والأول أبلغ لأن التفعل مطاوع فعل والانفعال مطاوع فعل ولأن أصل التفعل التكلف . ( وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ) تهد هدا أو مهدودة ، أو لأنها تهد أي تكسر وهو تقرير لكونه أدا ، والمعنى : أن هول هذه الكلمة وعظمها بحيث لو تصورت بصورة محسوسة لم تتحملها هذه الأجرام العظام وتفتت من شدتها ، أو أن فظاعتها مجلبة لغضب الله بحيث لولا حلمه لخرب العالم وبدد قوائمه غضبا على من تفوه بها .

التالي السابق


الخدمات العلمية