صفحة جزء
فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون

( فتعالى الله الملك الحق ) الذي يحق له الملك مطلقا فإن من عداه مملوك بالذات مالك بالعرض من وجه دون وجه وفي حال دون حال . ( لا إله إلا هو ) فإن ما عداه عبيد له . ( رب العرش الكريم ) الذي يحيط بالأجرام وينزل منه محكمات الأقضية والأحكام ، ولذلك وصفه بالكرم أو لنسبته إلى أكرم الأكرمين .

وقرئ بالرفع على أنه صفة الرب .

( ومن يدع مع الله إلها آخر ) يعبده إفرادا أو إشراكا . ( لا برهان له به ) صفة أخرى لـ ( إلها ) لازمة له فإن الباطل لا برهان به ، جيء بها للتأكيد وبناء الحكم عليه تنبيها على أن التدين بما لا دليل عليه ممنوع فضلا عما دل الدليل على خلافه ، أو اعتراض بين الشرط والجزاء لذلك : ( فإنما حسابه عند ربه ) فهو مجاز له مقدار ما يستحقه . ( إنه لا يفلح الكافرون ) إن الشأن وقرئ بالفتح على التعليل أو الخبر أي حسابه عدم الفلاح . بدأ السورة بتقرير فلاح المؤمنين وختمها بنفي الفلاح عن الكافرين ، ثم أمر رسوله بأن يستغفره ويسترحمه فقال :

التالي السابق


الخدمات العلمية