ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم 
( 
ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا  ) ما ينبغي وما يصح لنا . ( 
أن نتكلم بهذا  ) يجوز أن تكون الإشارة إلى القول المخصوص وأن تكون إلى نوعه ، فإن قذف آحاد الناس محرم شرعا فضلا عن تعرض الصديقة ابنة الصديق حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( 
سبحانك  ) تعجب من ذلك الإفك أو ممن يقول ذلك ، وأصله أن يذكر عند كل متعجب تنزيها لله تعالى من أن يصعب عليه مثله ثم كثر فاستعمل لكل متعجب ، أو تنزيه لله تعالى من أن تكون حرمة نبيه فاجرة فإن فجورها ينفر عنه ويخل بمقصود الزواج بخلاف كفرها فيكون تقريرا لما قبله وتمهيدا لقوله : ( 
هذا بهتان عظيم  ) لعظمة المبهوت عليه فإن حقارة الذنوب وعظمها باعتبار متعلقاتها . 
( 
يعظكم الله أن تعودوا لمثله  ) كراهة أن تعودوا أو في أن تعودوا . ( 
أبدا  ) ما دمتم أحياء مكلفين . ( 
إن كنتم مؤمنين  ) فإن الإيمان يمنع عنه وفيه تهييج وتقريع . 
( 
ويبين الله لكم الآيات  ) الدالة على الشرائع ومحاسن الآداب كي تتعظوا وتتأدبوا . ( 
والله عليم  ) بالأحوال كلها . ( 
حكيم  ) في تدابيره ولا يجوز الكشخنة على نبيه ولا يقرره عليها .  
[ ص: 102 ]