صفحة جزء
انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا

( انظر كيف ضربوا لك الأمثال ) أي قالوا فيك الأقوال الشاذة واخترعوا لك الأحوال النادرة . ( فضلوا ) عن الطريق الموصل إلى معرفة خواص النبي والمميز بينه وبين المتنبي فخبطوا خبط عشواء . ( فلا يستطيعون سبيلا ) إلى القدح في نبوتك أو إلى الرشد والهدى .

[ ص: 119 ]

( تبارك الذي إن شاء جعل لك ) في الدنيا . ( خيرا من ذلك ) مما قالوا لكن أخره إلى الآخرة لأنه خير وأبقى . ( جنات تجري من تحتها الأنهار ) بدل من ( خيرا ) . ( ويجعل لك قصورا ) عطف على محل الجزاء ، وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر بالرفع لأن الشرط إذا كان ماضيا جاز في جزائه الجزم والرفع كقوله :


وإن أتاه خليل يوم مسغبة . . . يقول لا غائب مالي ولا حرم



ويجوز أن يكون استئنافا بوعد ما يكون له في الآخرة ، وقرئ بالنصب على أنه جواب بالواو .

التالي السابق


الخدمات العلمية