قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسؤولا 
( 
قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون  ) الإشارة إلى العذاب والاستفهام والتفضيل والترديد للتقريع مع التهكم أو إلى الـ ( كنز ) والـ ( جنة ) ، والراجع إلى الموصول محذوف وإضافة الـ ( جنة ) إلى ( الخلد ) للمدح أو للدلالة على خلودها ، أو التمييز عن جنات الدنيا . ( 
كانت لهم  ) في علم الله أو اللوح ، أو لأن ما وعده الله تعالى في تحققه كالواقع . ( 
جزاء  ) على أعمالهم بالوعد . ( 
ومصيرا  ) ينقلبون إليه ، ولا يمنع كونها جزاء لهم أن يتفضل بها على غيرهم برضاهم مع جواز أن يراد بالمتقين من يتقي الكفر والتكذيب  
[ ص: 120 ] 
لأنهم في مقابلتهم . 
( 
لهم فيها ما يشاءون  ) ما يشاءونه من النعيم ، ولعله تقصر همم كل طائفة على ما يليق برتبته إذ الظاهر أن الناقص لا يدرك شأو الكامل بالتشهي ، وفيه تنبيه على أن كل المرادات لا تحصل إلا في الجنة . 
( 
خالدين  ) حال من أحد ضمائرهم . ( 
كان على ربك وعدا مسؤولا  ) الضمير في كان لـ ( ما يشاءون ) والوعد الموعود أي : كان ذلك موعودا حقيقا بأن يسأل ويطلب ، أو مسؤولا سأله الناس في دعائهم ( 
ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك  ) . أو الملائكة بقولهم ( 
ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم  ) ، وما في ( على ) من معنى الوجوب لامتناع الخلف في وعده تعالى ولا يلزم منه الإلجاء إلى الإنجاز ، فإن تعلق الإرادة بالوعود مقدم على الوعد الموجب للإنجاز .