ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا 
( 
ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا  ) نبيا ينذر أهلها فيخف عليك أعباء النبوة لكن قصرنا الأمر عليك إجلالا لك وتعظيما لشأنك وتفضيلا لك على سائر الرسل ، فقابل ذلك بالثبات والاجتهاد في الدعوة وإظهار الحق . 
( 
فلا تطع الكافرين  ) فيما يريدونك عليه ، وهو تهييج له عليه الصلاة والسلام وللمؤمنين . ( 
وجاهدهم به  ) بالقرآن أو بترك طاعتهم الذي يدل عليه فلا تطع ، والمعنى أنهم يجتهدون في إبطال حقك فقابلهم  
[ ص: 128 ] 
بالاجتهاد في مخالفتهم وإزاحة باطلهم . ( 
جهادا كبيرا  ) لأن مجاهدة السفهاء بالحجج أكبر من مجاهدة الأعداء بالسيف ، أو لأن مخالفتهم ومعاداتهم فيما بين أظهرهم مع عتوهم وظهورهم ، أو لأنه جهاد مع كل الكفرة لأنه مبعوث إلى كافة القرى .