صفحة جزء
وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون

( وكأين من دابة لا تحمل رزقها ) لا تطيق حمله لضعفها أو لا تدخره ، وإنما تصبح ولا معيشة عندها .

( الله يرزقها وإياكم ) ثم إنها مع ضعفها وتوكلها وإياكم مع قوتكم واجتهادكم سواء في أنه لا يرزقها وإياكم إلا الله ، لأن رزق الكل بأسباب هو المسبب لها وحده فلا تخافوا على معاشكم بالهجرة ، فإنهم لما أمروا بالهجرة قال بعضهم كيف نقدم بلدة ليس لنا فيها معيشة فنزلت . ( وهو السميع ) لقولكم هذا . ( العليم ) بضميركم .

( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ) المسؤول عنهم أهل مكة . ( ليقولن الله ) لما تقرر في العقول من وجوب انتهاء الممكنات إلى واحد واجب الوجود . ( فأنى يؤفكون ) يصرفون عن توحيده بعد إقرارهم بذلك .

[ ص: 199 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية