صفحة جزء
وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون

( وعد الله ) مصدر مؤكد لنفسه لأن ما قبله في معنى الوعد . ( لا يخلف الله وعده ) لامتناع الكذب عليه تعالى . ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) وعده ولا صحة وعده لجهلهم وعدم تفكرهم .

( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ) ما يشاهدونه منها والتمتع بزخارفها . ( وهم عن الآخرة ) التي هي غايتها والمقصود منها . ( هم غافلون ) لا تخطر ببالهم ، و ( هم ) الثانية تكرير للأولى أو مبتدأ و ( غافلون ) خبره والجملة خبر الأولى ، وهو على الوجهين مناد على تمكن غفلتهم عن الآخرة المحققة لمقتضى الجملة المتقدمة المبدلة من قوله : ( لا يعلمون ) تقريرا لجهالتهم وتشبيها لهم بالحيوانات المقصور إدراكها من الدنيا ببعض ظاهرها ، فإن من العلم بظاهرها معرفة حقائقها وصفاتها وخصائصها وأفعالها وأسبابها وكيفية صدورها منها وكيفية التصرف فيها ولذلك نكر ظاهرا ، وأما باطنها فإنها مجاز إلى الآخرة ووصلة إلى نيلها وأنموذج لأحوالها وإشعارا بأنه لا فرق بين عدم العلم والعلم الذي يختص بظاهر الدنيا .

التالي السابق


الخدمات العلمية