صفحة جزء
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا

( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) خصلة حسنة من حقها أن يؤتسى بها كالثبات في الحرب ومقاساة الشدائد ، أو هو في نفسه قدوة يحسن التأسي به كقولك في البيضة عشرون منا حديدا أي هي في نفسها هذا القدر من الحديد ، وقرأ عاصم بضم الهمزة وهو لغة فيه . ( لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ) أي ثواب الله أو لقاءه ونعيم الآخرة ، أو أيام الله واليوم الآخر خصوصا . وقيل هو كقولك أرجو زيدا وفضله ، فإن اليوم الآخر داخل فيها بحسب الحكم والرجاء يحتمل الأمل والخوف و ( لمن كان ) صلة لحسنة أو صفة لها . وقيل بدل من ( لكم ) والأكثر على أن ضمير المخاطب لا يبدل منه . ( وذكر الله كثيرا ) وقرن بالرجاء كثرة الذكر المؤدية إلى ملازمة الطاعة ، فإن المؤتسي بالرسول من كان كذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية