أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون 
( 
أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا  ) مما تولينا إحداثه ولم يقدر على إحداثه غيرنا ، وذكر الأيدي وإسناد العمل إليها استعارة تفيد مبالغة في الاختصاص ، والتفرد بالإحداث . ( 
أنعاما  ) خصها بالذكر لما فيها من بدائع الفطرة وكثرة المنافع . ( 
فهم لها مالكون  ) متملكون لها بتمليكنا إياها ، أو متمكنون من ضبطها والتصرف فيها بتسخيرنا إياها لهم قال : 
أصبحت لا أحمل السلاح ولا  . . . أملك رأس البعير إن نفرا 
( 
وذللناها لهم  ) وصيرناها منقادة لهم . ( 
فمنها ركوبهم  ) مركوبهم ، وقرئ «ركوبتهم » ، وهي بمعناه كالحلوب والحلوبة ، وقيل جمعه وركوبهم أي ذو ركوبهم أو فمن منافعها ركوبهم . ( 
ومنها يأكلون  ) أي ما يأكلون لحمه . 
( 
ولهم فيها منافع  ) من الجلود والأصواف والأوبار . ( 
ومشارب  ) من اللبن جمع مشرب بمعنى الموضع ، أو المصدر وأمال الشين 
 nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر  وحده برواية 
 nindex.php?page=showalam&ids=17246هشام   . ( 
أفلا يشكرون  ) نعم الله في ذلك إذ لولا خلقه لها وتذليله إياها كيف أمكن التوسل إلى تحصيل هذه المنافع المهمة .