صفحة جزء
قل أأنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار

قل أأنبئكم بخير من ذلكم يريد به تقرير أن ثواب الله تعالى خير من مستلذات الدنيا. للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها استئناف لبيان ما هو خير، ويجوز أن يتعلق اللام بخير ويرتفع جنات على هو جنات، ويؤيده قراءة من جرها بدلا من بخير. وأزواج مطهرة مما يستقذر من النساء. ورضوان من الله قرأ عاصم في رواية أبي بكر في جميع القرآن بضم الراء ما خلا الحرف الثاني في المائدة وهو قوله تعالى: رضوانه سبل السلام بكسر الراء وهما لغتان. والله بصير بالعباد أي بأعمالهم فيثيب المحسن ويعاقب المسيء، أو بأحوال الذين اتقوا فلذلك أعد لهم جنات، وقد نبه بهذه الآية على نعمه فأدناها متاع الحياة الدنيا وأعلاها رضوان الله تعالى لقوله تعالى: ورضوان من الله أكبر وأوسطها الجنة ونعيمها.

[ ص: 9 ] الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار صفة للمتقين، أو للعباد، أو مدح منصوب أو مرفوع. وفي ترتيب السؤال على مجرد الإيمان دليل على أنه كاف في استحقاق المغفرة أو الاستعداد لها.

التالي السابق


الخدمات العلمية