صفحة جزء
إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون

إنا بلوناهم بلونا أهل مكة- شرفها الله تعالى- بالقحط. كما بلونا أصحاب الجنة يريد البستان الذي كان دون صنعاء بفرسخين، وكان لرجل صالح وكان ينادي الفقراء وقت الصرام ويترك لهم ما أخطأه المنجل وألقته الريح، أو بعد من البساط الذي يبسط تحت النخلة فيجتمع لهم شيء كثير، فلما مات قال بنوه إن فعلنا ما كان يفعله أبونا ضاق علينا الأمر، فحلفوا ليصرمنها وقت الصباح خفية عن المساكين كما قال:

إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ليقطعنها داخلين في الصباح.

ولا يستثنون ولا يقولون إن شاء الله، وإنما سماه استثناء لما فيه من الإخراج غير أن المخرج به [ ص: 235 ] خلاف المذكور والمخرج بالاستثناء عينه، أو لأن معنى لا أخرج إن شاء الله ولا أخرج إلا أن يشاء الله واحد، أو ولا يستثنون حصة المساكين كما كان يخرج أبوهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية