صفحة جزء
قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم

قل لمن ما في السماوات والأرض خلقا وملكا، وهو سؤال تبكيت. قل لله تقريرا لهم وتنبيها على أنه المتعين للجواب بالإنفاق، بحيث لا يمكنهم أن يذكروا غيره. كتب على نفسه الرحمة التزمها تفضلا وإحسانا والمراد بالرحمة ما يعم الدارين ومن ذلك الهداية إلى معرفته، والعلم بتوحيده بنصب الأدلة، وإنزال الكتب والإمهال على الكفر. ليجمعنكم إلى يوم القيامة استئناف وقسم للوعيد على إشراكهم وإغفالهم [ ص: 156 ] النظر أي: ليجمعنكم في القبور مبعوثين إلى يوم القيامة، فيجازيكم على شرككم. أو في يوم القيامة وإلى بمعنى في. وقيل بدل من الرحمة بدل البعض فإنه من رحمته بعثه إياكم وإنعامه عليكم. لا ريب فيه في اليوم أو الجمع. الذين خسروا أنفسهم بتضييع رأس مالهم. وهو الفطرة الأصلية والعقل السليم، وموضع الذين نصب على الذم أو رفع على الخبر أي: وأنتم الذين أو على الابتداء والخبر. فهم لا يؤمنون والفاء للدلالة على أن عدم إيمانهم مسبب عن خسرانهم، فإن إبطال العقل باتباع الحواس والوهم والانهماك في التقليد وإغفال النظر أدى بهم إلى الإصرار على الكفر والامتناع من الإيمان وله عطف على لله. ما سكن في الليل والنهار من السكنى وتعديته بفي كما في قوله تعالى: وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم والمعنى ما اشتملا عليه، أو من السكون أي ما سكن فيهما وتحرك فاكتفى بأحد الضدين عن الآخر. وهو السميع لكل مسموع. العليم بكل معلوم فلا يخفى عليه شيء، ويجوز أن يكون وعيدا للمشركين على أقوالهم وأفعالهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية