وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم  [ ص: 96 ] وممن حولكم أي وممن حول بلدتكم يعني 
المدينة   . 
من الأعراب منافقون هم 
جهينة  ومزينة  وأسلم  وأشجع  وغفار  كانوا نازلين حولها . 
ومن أهل المدينة عطف على (ممن حولكم) أو خبر لمحذوف صفته . 
مردوا على النفاق ونظيره في حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه قوله : 
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا وعلى الأول صفة للمنافقين فصل بينها وبينه بالمعطوف على الخبر أو كلام مبتدأ لبيان تمرنهم وتمهرهم في النفاق . 
لا تعلمهم لا تعرفهم بأعيانهم وهو تقرير لمهارتهم فيه وتنوقهم في تحامي مواقع التهم إلى حد أخفى عليك حالهم مع كمال فطنتك وصدق فراستك . 
نحن نعلمهم ونطلع على أسرارهم إن قدروا أن يلبسوا عليك لم يقدروا أن يلبسوا علينا . 
سنعذبهم مرتين بالفضيحة والقتل أو بأحدهما وعذاب القبر ، أو بأخذ الزكاة ونهك الأبدان . 
ثم يردون إلى عذاب عظيم إلى عذاب النار .