صفحة جزء
وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين

172 - وإذ أخذ ربك من بني آدم أي: "و" اذكر " إذ أخذ " من ظهورهم بدل من بني آدم والتقدير: وإذ أخذ ربك من ظهور بني آدم ذريتهم ومعنى أخذ ذرياتهم من ظهورهم: إخراجهم من أصلاب آبائهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا هذا من باب التمثيل، ومعنى ذلك: أنه نصب لهم الأدلة على ربوبيته ووحدانيته، وشهدت بها عقولهم التي [ ص: 617 ] ركبها فيهم، وجعلها مميزة بين الهدى والضلالة، فكأنه أشهدهم على أنفسهم، وقررهم، وقال لهم: ألست بربكم وكأنهم قالوا: بلى، أنت ربنا، شهدنا على أنفسنا، وأقررنا بوحدانيتك. أن تقولوا مفعول له، أي: فعلنا ذلك من نصب الأدلة الشاهدة على صحتها العقول كراهة " أن يقولوا " يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين لم ننبه عليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية