وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين 
7 - 
وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين  "إذ" منصوب باذكر، و "إحدى"  
[ ص: 633 ] مفعول ثان 
أنها لكم بدل من 
إحدى الطائفتين وهما: العير، والنفير، والتقدير: وإذ يعدكم الله أن إحدى الطائفتين لكم 
وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم أي: العير، وذات الشوكة: ذات السلاح، والشوكة كانت في النفير لعددهم وعدتهم، أي: تتمنون أن تكون لكم العير; لأنها الطائفة التي لا سلاح لها، ولا تريدون الطائفة الأخرى 
ويريد الله أن يحق الحق أي: يثبته، ويعليه. 
بكلماته بآياته المنزلة في محاربة ذات الشوكة، وبما أمر الملائكة من نزولهم للنصرة وبما قضى من قتلهم وطرحهم في قليب 
بدر.  ويقطع دابر الكافرين آخرهم، والدابر: الآخر، فاعل، من: دبر، إذا أدبر، وقطع الدابر: عبارة عن الاستئصال، يعني: أنكم تريدون الفائدة العاجلة، وسفساف الأمور، والله تعالى يريد معالي الأمور، ونصرة الحق، وعلو الكلمة، وشتان ما بين المرادين، ولذلك اختار لكم الطائفة ذات الشوكة، وكسر قوتهم بضعفكم، وأعزكم، وأذلهم.