إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب 
19 - 
إن الدين عند الله الإسلام جملة مستأنفة، وقرئ أن الدين على البدل من قوله: 
أنه لا إله إلا هو أي: شهد الله أن الدين عند الله الإسلام. 
قال صلى الله عليه وسلم: 
 "من قرأ الآية عند منامه خلق الله تعالى منها سبعين ألف خلق يستغفرون له إلى يوم القيامة، ومن قال بعدها: وأنا أشهد بما شهد الله به، وأستودع الله هذه الشهادة، وهي لي [عند الله] وديعة، يقول الله تعالى يوم القيامة: إن لعبدي عندي عهدا، وأنا أحق من وفى بالعهد، أدخلوا عبدي الجنة".  [ ص: 243 ] وما اختلف الذين أوتوا الكتاب أي: أهل الكتاب من اليهود والنصارى، واختلافهم أنهم تركوا الإسلام، وهو التوحيد، فثلثت النصارى، وقالت اليهود: 
عزير  ابن الله. 
إلا من بعد ما جاءهم العلم أنه الحق الذي لا محيد عنه. 
بغيا بينهم أي: ما كان ذلك الاختلاف إلا حسدا بينهم، وطلبا منهم للرياسة وحظوظ الدنيا، واستنباع كل فريق ناسا، لا شبهة في الإسلام. وقيل: هو اختلافهم في نبوة 
محمد  صلى الله عليه وسلم حيث آمن به بعض، وكفر به بعض، وقيل: هم النصارى واختلافهم في أمر 
عيسى  بعد ما جاءهم العلم أنه عبد الله ورسوله. 
ومن يكفر بآيات الله بحججه، ودلائله. 
فإن الله سريع الحساب سريع المجازاة.