صفحة جزء
[ ص: 87 ] واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون

48 - واتقوا يوما أي: يوم القيامة، وهو مفعول به، لا ظرف لا تجزي نفس مؤمنة عن نفس كافرة شيئا أي: لا تقضي عنها شيئا من الحقوق التي لزمتها. و "شيئا" مفعول به، أو مصدر، أي: قليلا من الجزاء. والجملة منصوبة المحل صفة يوما، والعائد منها إلى الموصوف محذوف تقديره: لا تجزي فيه ولا يقبل منها شفاعة (ولا تقبل) بالتاء، مكي وبصري. والضمير في "منها" يرجع إلى النفس المؤمنة، أي: لا تقبل منها شفاعة للكافرة. وقيل: كانت اليهود تزعم أن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم فأويسوا، فهو كقوله: فما تنفعهم شفاعة الشافعين [المدثر: 48]. وتشبث المعتزلة بالآية في نفي الشفاعة للعصاة مردود; لأن المنفي شفاعة الكفار وقد قال عليه الصلاة والسلام: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، من كذب بها لم ينلها". ولا يؤخذ منها عدل أي: فدية; لأنها معادلة للمفدي. ولا هم ينصرون يعانون. وجمع لدلالة النفس المنكرة على النفوس الكثيرة، وذكر لمعنى العباد أو الأناسي.

التالي السابق


الخدمات العلمية