صفحة جزء
إله الناس

3 - إله الناس ؛ معبودهم؛ ولم يكتف بإظهار المضاف إليه مرة واحدة؛ لأن قوله: "ملك الناس إله الناس"؛ عطف بيان لـ "رب الناس"؛ لأنه يقال لغيره: "رب الناس"؛ و"ملك الناس"؛ وأما "إله الناس"؛ فخاص لا شركة فيه؛ وعطف البيان للبيان؛ فكأنه مظنة للإظهار دون الإضمار؛ وإنما أضيف الرب إلى الناس خاصة - وإن كان رب كل مخلوق - تشريفا لهم؛ ولأن الاستعاذة وقعت من شر الموسوس في صدور الناس؛ فكأنه قيل: "أعوذ من شر الموسوس إلى الناس؛ بربهم الذي يملك عليهم أمورهم؛ وهو إلههم؛ ومعبودهم"؛ وقيل: أراد بالأول الأطفال؛ ومعنى الربوبية يدل عليه؛ وبالثاني الشبان؛ ولفظ الملك - المنبئ عن السياسة - يدل عليه؛ وبالثالث الشيوخ؛ ولفظ الإله - المنبئ عن العبادة - يدل عليه؛ وبالرابع الصالحين؛ إذ الشيطان مولع بإغوائهم؛ [ ص: 700 ] وبالخامس المفسدين؛ لعطفه على المعوذ منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية