صفحة جزء
ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون

ويا قوم من ينصرني من الله يدفع حلول سخطه عني إن طردتهم فإن ذلك أمر لا مرد له لكون الطرد ظلما موجبا لحلول السخط قطعا، وإنما لم يصرح به إشعارا بأنه غني عن البيان، لا سيما غبما قدم ما يلوح به من أحوالهم، فكأنه قيل: من يدفع عني غضب الله تعالى إن طردتهم، وهم بتلك المثابة من الكرامة والزلفى، كما ينبئ عنه قوله تعالى: أفلا تذكرون أي: أتستمرون على ما أنتم عليه من الجهل المذكور، فلا تتذكرون ما ذكر من حالهم حتى تعرفوا أن ما تأتونه بمعزل عن الصواب، ولكون هذه العلة مستقبلة بوجه مخصوص ظاهر الدلالة على وجوب الامتناع عن الطرد أفردت عن التعليل السابق وصدرت بـ"يا قوم" .

التالي السابق


الخدمات العلمية