وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم  . 
وإلهكم  : خطاب عام لكافة الناس؛ أي: المستحق منكم للعبادة؛ 
إله واحد ؛ أي: فرد في الإلهية؛ لا صحة لتسمية غيره "إلها" أصلا ؛ 
لا إله إلا هو  : خبر ثان للمبتدإ؛ أو صفة أخرى للخبر؛ أو اعتراض؛ وأيا ما كان فهو مقرر للوحدانية؛ ومزيح لما عسى يتوهم أن في الوجود إلها؛ لكن لا يستحق العبادة؛ 
الرحمن الرحيم  : خبران آخران لمبتدإ محذوف؛ وهو تقرير للتوحيد؛ فإنه (تعالى) حيث كان موليا لجميع النعم؛ أصولها؛ وفروعها؛ جليلها؛ ودقيقها ؛ وكان ما سواه؛ كائنا ما كان؛ مفتقرا إليه في وجوده؛ وما يتفرع عليه من كمالاته؛ تحققت وحدانيته بلا ريب؛ وانحصر استحقاق العبادة فيه (تعالى) قطعا؛ قيل: كان للمشركين  
[ ص: 184 ] حول 
الكعبة المكرمة  ثلثمائة وستون صنما؛ فلما سمعوا هذه الآية تعجبوا؛ أو قالوا: إن كنت صادقا فأت بآية نعرف بها صدقك؛ فنزلت.