ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ألم تر خطاب للرسول عليه الصلاة والسلام والمراد به أمته. وقيل: لكل أحد من الكفرة. لقوله تعالى: "يذهبكم" والرؤية رؤية القلب، وقوله تعالى: 
أن الله خلق السماوات والأرض ساد مسد مفعوليها، أي: ألم تعلم أنه تعالى خلقهما 
بالحق ملتبسة بالحكمة، والوجه الصحيح الذي يحق أن تخلق عليه. وقرئ: (خالق السموات والأرض) 
إن يشأ يذهبكم يعدمكم بالمرة 
ويأت بخلق جديد أي: يخلق بدلكم خلقا مستأنفا لا علاقة  
[ ص: 41 ] بينكم وبينهم رتب قدرته تعالى على ذلك على 
قدرته تعالى على خلق السموات والأرض على هذا النمط البديع ، إرشادا إلى طريق الاستدلال. فإن من قدر على خلق مثل هاتيك الأجرام العظيمة، كان على تبديل خلق آخر بهم أقدر. ولذلك قال: