صفحة جزء
إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم

إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به تعليل لحل ما أمرهم بأكله مما رزقهم، أي: إنما حرم هذه الأشياء دون ما تزعمون حرمته من البحائر والسوائب، ونحوها. فمن اضطر بما اعتراه من الضرورة فتناول شيئا من ذلك غير باغ ، أي: على مضطر آخر. ولا عاد أي: متجاوز قدر الضرورة، فإن ربك غفور رحيم أي: لا يؤاخذه بذلك، فأقيم سببه مقامه، وفي التعرض لوصف الربوبية إيماء إلى علة الحكم، وفي الإضافة إلى ضميره صلى الله عليه وسلم إظهار لكمال اللطف به صلى الله عليه وسلم. وتصدير الجملة بإنما لحصر المحرمات في الأجناس الأربعة إلا ما ضم إليه كالسباع والحمر الأهلية، ثم أكد ذلك بالنهي عن التحريم، والتحليل بأهوائهم فقال:

التالي السابق


الخدمات العلمية