صفحة جزء
فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم

فاختلف الأحزاب من بينهم لترتيب ما بعدها على ما قبلها تنبيها على سوء صنيعهم بجعلهم ما يوجب الاتفاق منشأ للاختلاف، فإن ما حكي من مقالات عيسى عليه السلام مع كونها نصوصا قاطعة في كونه عبده تعالى ورسوله، قد اختلفت اليهود والنصارى بالتفريط والإفراط، أو فرق النصارى، فقالت النسطورية: هو ابن الله. وقالت اليعقوبية: هو الله هبط إلى الأرض، ثم صعد إلى السماء، تعالى عن ذلك علوا كبيرا. وقالت الملكانية: هو عبد الله ونبيه. فويل للذين كفروا وهم المختلفون عبر عنهم بالموصول إيذانا بكفرهم جميعا، وإشعارا بعلة الحكم. من مشهد يوم عظيم أي: من شهود يوم عظيم الهول، والحساب، والجزاء: وهو يوم القيامة. أو من وقت شهوده، أو من مكان الشهود فيه، أو من شهادة ذلك اليوم عليهم، وهو أن يشهد عليهم الملائكة، والأنبياء عليهم السلام، وألسنتهم، وآذانهم، وأيديهم، وأرجلهم، وسائر آرابهم بالكفر والفسوق. أو من وقت الشهادة، أو من مكانها. وقيل: هو ما شهدوا به في حق عيسى وأمه عليهما السلام.

التالي السابق


الخدمات العلمية