ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين ومن الشياطين أي : وسخرنا له من الشياطين 
من يغوصون له في البحار ويستخرجون له من نفائسها . وقيل : "من" رفع على الابتداء وخبره ما قبله ، والأول هو الأظهر . 
ويعملون عملا دون ذلك أي : غير ما ذكر من بناء المدن والقصور واختراع الصنائع الغريبة لقوله تعالى : 
يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل ... الآية . وهؤلاء أما الفرقة الأولى أو غيرها لعموم كلمة "من" ، كأنه قيل : "ومن يعملون" وجمع الضمير الراجع إليها باعتبار معناها بعد ما رشح جانبه بقوله تعالى : 
 "ومن الشياطين" روي أن المسخر له عليه السلام كفارهم  
[ ص: 81 ] لا مؤمنوهم لقوله تعالى : 
 "ومن الشياطين"  . 
وقوله تعالى : 
وكنا لهم حافظين أي : من أن يزيغوا عن أمره أو يفسدوا على ما هو مقتضى جبلتهم . قيل : وكل بهم جمعا من الملائكة وجمعا من مؤمني الجن . وقال الزجاج : كان يحفظهم من أن يفسدوا ما عملوا ، وكان دأبهم أن يفسدوا بالليل ما عملوه بالنهار .