صفحة جزء
فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين

فأخذتهم الصيحة لعلهم حين أصابتهم [ ص: 135 ] الريح العقيم أصيبوا في تضاعيفها بصيحة هائلة أيضا . وقد روي أن شداد بن عاد حين أتم بناء إرم سار إليها بأهله فلما دنا منها بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا ، وقيل : الصيحة نفس العذاب والموت ، وقيل : هي العذاب المصطلم . قال قائلهم :


صاح الزمان بآل برمك صيحة ... خروا لشدتها على الأذقان



بالحق متعلق بالأخذ ، أي : بالأمر الثابت الذي لا دفاع له ، أو بالعدل من الله تعالى ، أو بالوعد الصدق . فجعلناهم غثاء أي : كغثاء السيل وهو حميله .

فبعدا للقوم الظالمين إخبار أو دعاء ، و"بعدا" من المصادر التي لا يكاد يستعمل ناصبها ، والمعنى : بعدوا بعدا ، أي : هلكوا ، واللام لبيان من قيل له بعدا ، ووضع الظاهر موضع الضمير للتعليل .

التالي السابق


الخدمات العلمية