صفحة جزء
فذرهم في غمرتهم حتى حين

فذرهم في غمرتهم شبه ما هم فيه من الجهالة بالماء الذي يغمر القامة لأنهم مغمورون فيها لاعبون بها . وقرئ : "غمراتهم" والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم . والفاء لترتيب الأمر بالترك على ما قبله من كونهم فرحين بما لديهم ، فإن انهماكهم فيما هم فيه وإصرارهم عليه من مخايل كونهم مطبوعا على قلوبهم ، أي : اتركهم على حالهم .

حتى حين هو حين قتلهم أو موتهم على الكفر أو عذابهم ، فهو وعيد لهم بعذاب الدنيا والآخرة ، وتسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونهي له عن الاستعجال بعذابهم والجزع من تأخيره . وفي التنكير والإبهام ما لا يخفى من التهويل .

التالي السابق


الخدمات العلمية