صفحة جزء
ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون

ومن يدع مع الله إلها آخر يعبده إفرادا وإشراكا لا برهان له به صفة لازمة لإلها كقوله تعالى : يطير بجناحيه جيء بها للتأكيد ، وبناء الحكم عليه تنبيها على أن التدين بما لا دليل عليه باطل فكيف بما شهدت بديهة العقول بخلافه ، أو اعتراض بين الشرط والجزاء كقولك : من [ ص: 154 ] أحسن إلى زيد لا أحق منه بالإحسان فالله مثيبه .

فإنما حسابه عند ربه فهو مجاز له على قدر ما يستحقه إنه لا يفلح الكافرون أي : إن الشأن .. إلخ . وقرئ بالفتح على أنه تعليل ، أو خبر ومعناه : حسابه عدم الفلاح ، والأصل : حسابه أنه لا يفلح هو ، فوضع الكافرون موضع الضمير لأن من يدع في معنى الجمع ، وكذلك حسابه أنه لا يفلح في معنى حسابهم أنهم لا يفلحون .

التالي السابق


الخدمات العلمية