صفحة جزء
ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا

ولقد صرفناه أي : وبالله لقد كررنا هذا القول الذي هو ذكر إنشاء السحاب وإنزال القطر لما مر من الغايات الجميلة في القرآن وغيره من الكتب السماوية . بينهم أي : بين الناس من المتقدمين والمتأخرين ليذكروا ليتفكروا ويعرفوا بذلك كمال قدرته تعالى وواسع رحمته في ذلك ويقوموا بشكر نعمته حق قيام ، وقيل : الضمير للمطر ، وتصريفه بينهم إنزاله في بعض البلاد دون غيرها ، أو في بعض الأوقات دون بعض ، أو جعله تارة وابلا ، وأخرى طلا ، وحينا ديمه ، ووقتا رهمة ، والأول هو الأظهر .

فأبى أكثر الناس ممن سلف وخلف إلا كفورا أي : لم يفعل إلا كفران النعمة وقلة الاكتراث لها ، أو وإلا جحودها بأن يقولوا : مطرنا بنوء كذا ولا يذكر صنع الله تعالى ورحمته ومن لا يرى الأمطار إلا من الأنواء فهو كافر بخلاف من يرى أن الكل بخلق الله تعالى [ ص: 225 ]

والأنواء أمارات لجعله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية