صفحة جزء
وما أضلنا إلا المجرمون

وقولهم : وما أضلنا إلا المجرمون بيان لسبب ضلالهم بعد اعترافهم بصدوره عنهم ، لكن لا على معنى قصر الإضلال على المجرمين دون من عداهم بل على معنى قصر ضلالهم على كونه بسبب إضلالهم من غير أن يستقلوا في تحققه ، أو يكون بسبب إضلال الغير ، كأنه قيل : وما صدر عنا ذلك الضلال الفاحش إلا بسبب إضلالهم . والمراد بالمجرمين الذين أضلوهم : رؤساؤهم ، وكبراؤهم كما في قوله تعالى : ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ، وعن السدي رحمه الله : الأولون الذين اقتدوا بهم . وأيا ما كان ففيه أوفر نصيب من التعريض للذين قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون وعن ابن جريج [ ص: 253 ] : إبليس وابن آدم القاتل لأنه أول من سن القتل وأنواع المعاصي .

التالي السابق


الخدمات العلمية