صفحة جزء
قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون

قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون أي : الأقلون جاها ومالا جمع الأرذل على الصحة ، فإنه بالغلبة صار جاريا مجرى الاسم [ ص: 255 ]

كالأكبر والأكابر ، وقيل : جمع أرذل جمع رذل كأكالب وأكلب وكلب . وقرئ : "وأتباعك" وهو جمع تابع كشاهد وأشهاد ، أو جمع تبع كبطل وأبطال ، يعنون أنه لا عبرة باتباعهم لك إذ ليس لهم رزانة عقل ولا إصابة رأي وقد كان ذلك منهم في بادئ الرأي كما ذكر في موضع آخر ، وهذا من كمال سخافة عقولهم وقصرهم أنظارهم على حطام الدنيا وكون الأشراف عندهم من هو أكثر منها حظا والأرذل من حرمها ، وجهلهم بأنها لا تزن عند الله جناح بعوضة ، وأن النعيم هو نعيم الآخرة ، والأشرف من فاز به والأرذل من حرمه .

التالي السابق


الخدمات العلمية