وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون وحرمنا عليه المراضع أي: منعناه أن يرتضع من المرضعات، والمراضع جمع مرضع، وهي المرأة التي ترضع، أو مرضع، وهو الرضاع، أو موضعه أعني الثدي. 
من قبل أي: من قبل قصها أثره. 
فقالت عند رؤيتها لعدم قبوله الثدي، واعتناء 
فرعون  بأمره، وطلبهم من يقبل ثديها. 
هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم أي: لأجلكم. 
وهم له ناصحون لا يقصرون في إرضاعه، وتربيته. روي أن 
هامان  لما سمعه منها قال: إنها لتعرفه، وأهله فخذوها حتى تخبر بحاله. فقالت: إنما أردت، وهم للملك ناصحون فأمرها 
فرعون  بأن تأتي بمن يكفله، فأتت بأمه. 
وموسى  على يد 
فرعون  يبكي، وهو يعلله فدفعه إليها فلما وجد ريحها استأنس، والتقم ثديها فقال: من أنت منه، فقد أبى كل ثدي إلا ثديك؟ فقالت: إني امرأة طيبة الريح طيبة اللبن، لا أوتى بصبي إلا قبلني،  
[ ص: 6 ] فقرره في يدها، وأجرى عليها فرجعت به إلى بيتها من يومها، وذلك قوله تعالى: