صفحة جزء
وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين

وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات [ ص: 138 ] بيان لبعض آخر من كفرانهم، أي: إذا تتلى عليهم بلسان الرسول صلى الله عليه وسلم آياتنا الناطقة بحقية التوحيد، وبطلان الشرك. قالوا ما هذا يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم. إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم فيستتبعكم بما يستدعيه من غير أن يكون هناك دين إلهي، وإضافة الآباء إلى المخاطبين لا إلى أنفسهم لتحريك عرق العصبية منهم. مبالغة في تقريرهم على الشرك، وتنفيرهم عن التوحيد. وقالوا ما هذا يعنون القرآن الكريم. إلا إفك أي: كلام مصروف عن وجهه لا مصداق له في الواقع. مفترى بإسناده إلى الله تعالى وقال الذين كفروا للحق أي: لأمر النبوة، أو الإسلام، أو القرآن. على أن العطف لاختلاف العنوان بأن يراد بالأول معناه، والثاني نظمه المعجز. لما جاءهم من غير تدبر ولا تأمل فيه. إن هذا إلا سحر مبين ظاهر سحريته، وفي تكرير الفعل والتصريح بذكر الكفرة، وما في اللامين من الإشارة إلى القائلين والمقول فيه، وما في "لما" من المسارعة إلى البت بهذا القول الباطل، إنكار عظيم له، وتعجيب بليغ منه.

التالي السابق


الخدمات العلمية