صفحة جزء
إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون

إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا كاليهود كفروا بعيسى عليه السلام و الإنجيل بعد الإيمان بموسى عليه السلام و التوراة ثم ازدادوا كفرا حيث كفروا بمحمد عليه الصلاة والسلام و القرآن أو كفروا به عليه السلام بعد ما آمنوا به قبل مبعثه ثم ازدادوا كفرا بالإصرار عليه والطعن فيه و الصد عن الإيمان و نقض الميثاق، أو كقوم ارتدوا و لحقوا بمكة ثم ازدادوا كفرا بقولهم نتربص به ريب المنون أو نرجع إليه فننافقه بإظهار الإيمان. لن تقبل توبتهم لأنهم لا يتوبون إلا عند إشرافهم على الهلاك، فكنى عن [ ص: 57 ] عدم توبتهم بعدم قبولها تغليظا في شأنهم و إبرازا لحالهم في صورة حال الآيسين من الرحمة، أو لأن توبتهم لا تكون إلا نفاقا لارتدادهم و ازديادهم كفرا ولذلك لم تدخل فيه الفاء. وأولئك هم الضالون الثابتون على الضلال.

التالي السابق


الخدمات العلمية