صفحة جزء
وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين

وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين أي: مقضيا بنبوته مقدرا كونه من الصالحين، وبهذا الاعتبار وقعا حالين ولا حاجة إلى وجود المبشر به وقت البشارة، فإن وجود ذي الحال ليس بشرط، وإنما الشرط مقارنة تعلق الفعل به لاعتبار معنى الحال فلا حاجة إلى تقدير مضاف يجعل عاملا فيهما مثل وبشرناه بوجود إسحاق نبيا من الصالحين، ومع ذلك لا يصير نظير قوله تعالى: فادخلوها خالدين فإن الداخلين كانوا مقدرين خلودهم وقت الدخول، وإسحاق - عليه السلام - لم يكن مقدرا نبوة نفسه وصلاحها حين ما يوجد.

ومن فسر الغلام بإسحاق جعل المقصود من البشارة نبوته - عليه الصلاة والسلام - وفي ذكر الصلاح بعد تعظيم لشأنه، وإيماء إلى أنه الغاية لها لتضمنها معنى الكمال والتكميل بالفعل على الإطلاق.

التالي السابق


الخدمات العلمية