صفحة جزء
وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب

وشددنا ملكه قويناه بالهيبة والنصرة وكثرة الجنود . وقرئ بالتشديد للمبالغة . قيل : كان يبيت حول محرابه أربعون ألف مستلئم وقيل : ادعى رجل على آخر بقرة، وعجز عن إقامة البينة فأوحى الله تعالى إليه في المنام أن اقتل المدعى عليه، فتأخر، فأعيد الوحي في اليقظة فأعلمه الرجل، فقال : إن الله تعالى لم يأخذني [ ص: 220 ] بهذا الذنب، ولكن بأني قتلت أبا هذا غيلة . فقال الناس : إن أذنب أحد ذنبا أظهره الله تعالى عليه فقتله، فهابوه، وعظمت هيبته في القلوب . وآتيناه الحكمة النبوة، وكمال العلم، وإتقان العمل . وقيل : الزبور، وعلم الشرائع . وقيل : كل كلام وافق الحق فهو حكمة . وفصل الخطاب أي : فصل الخصام بتمييز الحق عن الباطل، أو الكلام الملخص الذي ينبه المخاطب على المرام من غير التباس لما قد روعي فيه مظان الفصل والوصل والعطف والاستئناف والإظهار والإضمار والحذف والتكرار، وإنما سمي به أما بعد; لأنه يفصل المقصود عما سبق تمهيدا له كالحمد والصلاة . وقيل : هو الخطاب الفصل الذي ليس فيه إيجاز مخل، ولا إطناب ممل، كما جاء في نعت كلام النبوة فصل لا نزر ولا هذر .

التالي السابق


الخدمات العلمية