صفحة جزء
أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار

أتخذناهم سخريا بهمزة استفهام سقطت لأجعلها همزة الوصل، والجملة استئناف لا محل لها من الإعراب . قالوه إنكارا على أنفسهم، وتأنيبا لها في الاستسخار منهم . أم زاغت عنهم الأبصار متصل باتخذناهم على أن "أم" متصلة، والمعنى أي الأمرين فعلنا بهم الاستسخار منهم، أم الازدراء بهم وتحقيرهم وإن أبصارنا كانت تزيغ عنهم، وتقتحمهم . على معنى إنكار كل واحد من الفعلين على أنفسهم توبيخا لها، أو على أنها منقطعة، والمعنى أتخذناهم سخريا بل أزاغت عنهم أبصارنا، كقولك : أزيد عندك، أم عندك عمرو ؟ على معنى توبيخ أنفسهم على الاستسخار، ثم الإضراب والانتقال منه إلى التوبيخ على الازدراء والتحقير . وقرئ : ( اتخذناهم ) بغير همزة على أنه صفة أخرى لرجالا فقوله تعالى : أم زاغت متصل بقوله : ما لنا لا نرى والمعنى ما لنا لا نراهم في النار، أليسوا فيها فلذلك لا نراهم، أم زاغت عنهم أبصارنا وهم فيها ؟ ! وقد جوز أن تكون الهمزة مقدرة على هذه القراءة، وقرئ : ( سخريا ) بضم السين .

التالي السابق


الخدمات العلمية