صفحة جزء
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين

وسارعوا عطف على "أطيعوا". وقرئ بغير واو على وجه الاستئناف، أي: بادروا وأقبلوا. وقرئ "سابقوا". إلى مغفرة من ربكم وجنة أي: إلى ما يؤدي إليهما، وقيل: إلى الإسلام. وقيل: إلى التوبة. وقيل: إلى الإخلاص. وقيل: إلى الجهاد. وقيل: إلى أداء جميع الواجبات وترك جميع المنهيات، فيدخل فيها ما مر من الأمور المأمور بها والمنهي عنها دخولا أوليا، وتقديم المغفرة على الجنة لما أن التخلية متقدمة على التحلية، و "من" متعلقة بمحذوف وقع صفة لـ "مغفرة" أي: كائنة من ربكم، والتعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضمير المخاطبين لإظهار مزيد اللطف بهم. وقوله تعالى: عرضها السماوات والأرض أي: كعرضهما صفة لـ"جنة" وتخصيص العرض بالذكر للمبالغة في وصفها بالسعة والبسطة على طريقة التمثيل، فإن العرض في العادة أدنى من الطول. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: كسبع سموات وسبع أرضين لو وصل بعضها ببعض. أعدت للمتقين في حيز الجر على أنه صفة أخرى لـ "جنة" أو في محل النصب على الحالية منها لتخصصها بالصفة، أي: هيئت لهم، وفيه دليل على أن الجنة مخلوقة الآن وأنها خارجة عن هذا العالم .

التالي السابق


الخدمات العلمية