صفحة جزء
يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم

يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم يشغلونكم عن طاعة الله تعالى أو يخاصمونكم في أمور الدين أو الدنيا. فاحذروهم الضمير للعدو فإنه يطلق على الجمع نحو قوله تعالى: فإنهم عدو لي أو للأزواج والأولاد جميعا، فالمأمور به على الأول الحذر عن الكل وعلى الثاني إما الحذر عن البعض لأن منهم من ليس بعدو وإما الحذر عن مجموع الفريقين لاشتمالهم على العدو. وأن تعفوا عن ذنوبهم القابلة للعفو بأن تكون متعلقة بأمور الدنيا أو بأمور الدين لكن مقارنة للتوبة. وتصفحوا بترك التثريب والتعيير. وتغفروا بإخفائها وتمهيد عذرها. فإن الله غفور رحيم يعاملكم بمثل ما عملتم ويتفضل عليكم، وقيل: إن ناسا من المؤمنين أرادوا الهجرة عن مكة فثبطهم أزواجهم وأولادهم وقالوا: تنطلقون وتضيعوننا فرقوا لهم ووقفوا فلما هاجروا بعد ذلك ورأوا المهاجرين الأولين قد فقهوا في الدين أرادوا أن يعاقبوا أزواجهم وأولادهم فزين لهم العفو. وقيل: قالوا لهم: أين تذهبون وتدعون بلدكم وعشيرتكم وأموالكم فغضبوا عليهم وقالوا: لئن جمعنا الله في دار الهجرة لم نصبكم بخير فلما هاجروا ومنعوهم الخير فحثوا على أن يعفوا عنهم ويردوا إليهم البر والصلة.

التالي السابق


الخدمات العلمية