صفحة جزء
[ ص: 29 ] 70 - سورة المعارج

سورة المعارج مكية، وآياتها أربع وأربعون.

بسم الله الرحمن الرحيم

سأل سائل بعذاب واقع

سأل سائل أي: دعا داع. بعذاب واقع أي: استدعاه وطلبه، وهو النضر بن الحرث حيث قال إنكارا واستهزاء: "إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم" ، وقيل أبو جهل حيث قال: فأسقط علينا كسفا من السماء" ، وقيل: هو الحرث بن النعمان الفهري، وذلك أنه لما بلغه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي رضي الله عنه: "من كنت مولاه فعلي مولاه، قال: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء" فما لبث حتى رماه الله تعالى بحجر فوقع على دماغه فخرج من أسفله فهلك من ساعته، وقيل: هو الرسول صلى الله عليه وسلم استعجل عذابهم، وقرئ: (سأل) وهو إما من السؤال على لغة قريش فالمعنى ما مر، أو من السيلان، ويؤيده أنه قرئ: (سال سيل) أي: اندفع واد بعذاب واقع، وصيغة الماضي للدلالة على تحقق وقوعه، إما في الدنيا وهو عذاب يوم بدر ، فإن النضر قتل يومئذ صبرا، وقد مر حال الفهري، وإما في الآخرة فهو عذاب النار، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية