صفحة جزء
لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه

لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه فإنه استئناف وارد لبيان سبب الفرار أي: لكل واحد من المذكورين شغل شاغل وخطب هائل يكفيه في الأهتمام به، وأما الفرار حذار من مطالبتهم أو بغضا لهم كما يروى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنه يفر قابيل من أخيه هابيل، ويفر النبي صلى الله عليه وسلم من أمه، ويفر إبراهيم عليه السلام من أبيه، ونوح عليه السلام من ابنه، ولوط عليه السلام من امرأته، فليس من قبيل هذا الفرار، وكذا ما يروى أن الرجل يفر من أصحابه وأقربائه؛ لئلا يروه على ما هو عليه من سوء الحال، وقرئ "يعنيه" بالياء المفتوحة والعين المهملة، أي: يهمه، من عناه الأمر إذا أهمه أي: أوقعه في الهم، ومنه "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" ، لا من عناه إذا قصده كما قيل.

التالي السابق


الخدمات العلمية