ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين 
وقوله تعالى : 
ثم ردوا عطف على توفته ، والضمير للكل المدلول عليه بأحدكم ، وهو السر في مجيئه بطريق الالتفات تغليبا ، والإفراد أولا والجمع آخرا ; لوقوع التوفي على الانفراد والرد على الاجتماع ; أي : ثم ردوا بعد البعث بالحشر . 
إلى الله  ; أي : إلى حكمه وجزائه في موقف الحساب . 
مولاهم  ; أي : مالكهم الذي يلي أمورهم على الإطلاق ، لا ناصرهم كما في قوله تعالى : 
وأن الكافرين لا مولى لهم  . 
الحق الذي لا يقضي إلا بالعدل ، وقرئ بالنصب على المدح . 
ألا له الحكم يومئذ صورة ومعنى ، لا لأحد غيره بوجه من الوجوه . 
وهو أسرع الحاسبين يحاسب جميع الخلائق في أسرع زمان وأقصره ، لا يشغله حساب عن حساب ، ولا شأن عن شأن ، وفي الحديث : " 
إن الله تعالى يحاسب الكل في مقدار حلب شاة  " .