صفحة جزء
ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين

ويا آدم ; أي : وقلنا ، كما وقع في سورة البقرة ، [ ص: 220 ] وتصدير الكلام بالنداء للتنبيه على الاهتمام بتلق المأمور به ، وتخصيص الخطاب به عليه السلام ; للإيذان بأصالته في تلقي الوحي وتعاطي المأمور به .

اسكن أنت وزوجك الجنة هو من السكن الذي هو عبارة عن اللبث والاستقرار والإقامة ، لا من السكون الذي هو ضد الحركة ، وأنت ضمير أكد به المستكن ليصح العطف عليه .

والفاء في قوله تعالى : فكلا من حيث شئتما لبيان المراد مما في سورة البقرة من قوله تعالى : وكلا منها رغدا حيث شئتما ، من أن ذلك كان جمعا مع الترتيب ، وقوله تعالى : من حيث شئتما في معنى : منها حيث شئتما ، ولم يذكر ههنا رغدا ثقة بما ذكر هناك ، وتوجيه الخطاب إليهما لتعميم التشريف ، والإيذان بتساويهما في مباشرة المأمور به ، فإن حواء أسوة له عليه السلام في حق الأكل ، بخلاف السكن فإنها تابعة له فيه .

ولتعليق النهي بها صريحا في قوله تعالى : ولا تقربا هذه الشجرة وقرئ : ( هذي ) وهو الأصل ، لتصغيره على ذيا ، والهاء بدل من الياء .

فتكونا من الظالمين إما جزم على العطف ، أو نصب على الجواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية