صفحة جزء
كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين قال إني لعملكم من القالين رب نجني وأهلي مما يعملون فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم

(160 - 167) قال لهم وقالوا كما قال من قبلهم، تشابهت قلوبهم في الكفر، فتشابهت أقوالهم، وكانوا - مع شركهم - يأتون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، يختارون نكاح الذكران، المستقذر الخبيث، ويرغبون عما خلق لهم من أزواجهم لإسرافهم وعدوانهم، فلم يزل ينهاهم حتى قالوا له لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين أي: من البلد. (168 - 175) فلما رأى استمرارهم عليه قال إني لعملكم من القالين أي: المبغضين له، الناهين عنه، المحذرين، قال: رب نجني وأهلي مما [ ص: 1231 ] يعملون من فعله وعقوبته، فاستجاب الله له، فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين أي: الباقين في العذاب، وهي امرأته، ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطرا أي: حجارة من سجيل فساء مطر المنذرين أهلكهم الله عن آخرهم، إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية