صفحة جزء
ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين

(113 - 114) لما ذكر الله المنحرفين من أهل الكتاب، بين حالة المستقيمين منهم، وأن منهم أمة مقيمين لأصول الدين وفروعه، يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وهو الخير كله، وينهون عن المنكر وهو جميع الشر. كما قال تعالى: ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ، ويسارعون في الخيرات والمسارعة إلى الخيرات قدر زائد على مجرد فعلها، فهو وصف لهم بفعل الخيرات والمبادرة إليها وتكميلها بكل ما تتم به من واجب ومستحب.

(115) ثم بين تعالى أن كل ما فعلوه، من خير قليل أو كثير، فإن الله تعالى سيقبله، حيث كان صادرا عن إيمان وإخلاص، فلن يكفروه يعني: لن ينكر ما عملوه، ولن يهدر، والله عليم بالمتقين وهم الذين قاموا بالخيرات، وتركوا المحرمات، لقصد رضا الله، وطلب ثوابه.

التالي السابق


الخدمات العلمية