صفحة جزء
( وهو ) أي التأويل ( أن يريد ) متكلم ( بلفظه ما ) أي معنى ( يخالف ظاهره ) أي اللفظ ( ولا ينفع ) تأويل في حلف ( ظالما ) بحلفه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يمينك على ما يصدقك به صاحبك } رواه مسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة .

وفي لفظه { اليمين على نية المستحلف } فمن عنده حق وأنكره فاستحلفه الحاكم عليه فتأول انصرفت يمينه إلى ظاهر الذي عناه المستحلف ولم ينفع الحالف تأويله ، لئلا يفوت المعنى المقصود بالتحليف ويصير التأويل وسيلة إلى جحد الحقوق و أكلها بالباطل ( ويباح ) التأويل ( لغيره ) أي غير الظالم مظلوما كان أو لا ظالما ، روي أن مهنا والمروذي كانا عند الإمام أحمد هما وجماعة معهما ، فجاء رجل يطلب المروذي ولم يرد المروذي أن يكلمه ، فوضع مهنا أصبعه في كفه وقال : ليس المروذي ها هنا ، وما يصنع المروذي ها هنا ؟ يريد في كفه ولم ينكره أحمد ، ولأنه صلى الله عليه وسلم { كان يمزح ولا يقول إلا حقا } ومنه { إنا حاملوك على ولد الناقة } .

التالي السابق


الخدمات العلمية