1. الرئيسية
  2. تفسير الجلالين
  3. سورة البقرة
  4. تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل
صفحة جزء
يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم

282- يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم تعاملتم بدين كسلم وقرض إلى أجل مسمى معلوم فاكتبوه استيثاقا ودفعا للنزاع وليكتب كتاب الدين بينكم كاتب بالعدل بالحق في كتابته لا يزيد في المال والأجل ولا ينقص ولا يأب يمتنع كاتب من أن يكتب إذا دعي إليها كما علمه الله أي: فضله بالكتابة فلا يبخل بها، والكاف متعلقة بيأب فليكتب تأكيد وليملل يمل الكاتب الذي عليه الحق الدين لأنه المشهود عليه فيقر ليعلم ما عليه وليتق الله ربه في إملائه ولا يبخس ينقص منه أي: الحق شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها مبذرا أو ضعيفا عن الإملاء لصغر أو كبر أو لا يستطيع أن يمل هو لخرس أو جهل باللغة أو نحو ذلك فليملل وليه متولي أمره من والد ووصي وقيم ومترجم بالعدل واستشهدوا أشهدوا على الدين شهيدين شاهدين من رجالكم أي: بالغي المسلمين الأحرار فإن لم يكونا أي: الشهيدان رجلين فرجل وامرأتان يشهدون ممن ترضون من الشهداء لدينه وعدالته، وتعدد النساء لأجل أن تضل تنسى إحداهما الشهادة لنقص عقلهن وضبطهن فتذكر بالتخفيف والتشديد، إحداهما الذاكرة الأخرى الناسية، وجملة الإذكار محل العلة أي: لتذكر إن ضلت ودخلت على الضلال لأنه سببه، وفي قراءة بكسر أن شرطية ورفع تذكر استئناف جوابه ولا يأب الشهداء إذا ما زائدة دعوا إلى تحمل الشهادة وأدائها ولا تسأموا تملوا من أن تكتبوه أي: ما شهدتم عليه من الحق لكثرة وقوع ذلك صغيرا كان أو كبيرا قليلا أو كثيرا إلى أجله وقت حلوله حال من الهاء في تكتبوه ذلكم أي: الكتب أقسط أعدل عند الله وأقوم للشهادة أي: أعون على إقامتها لأنه يذكرها وأدنى أقرب إلى أن لا ترتابوا تشكوا في قدر الحق والأجل إلا أن تكون تقع تجارة حاضرة ، وفي قراءة بالنصب فتكون ناقصة واسمها ضمير التجارة تديرونها بينكم أي: تقبضونها ولا أجل فيها فليس عليكم جناح في أن لا تكتبوها والمراد بها المتجر فيه وأشهدوا إذا تبايعتم عليه فإنه أدفع للاختلاف وهذا وما قبله أمر ندب ولا يضار كاتب ولا شهيد صاحب الحق ومن عليه بتحريف أو امتناع من الشهادة أو الكتابة ولا يضرهما صاحب الحق بتكليفهما ما لا يليق في الكتابة والشهادة وإن تفعلوا ما نهيتم عنه فإنه فسوق خروج عن الطاعة لاحق بكم واتقوا الله في أمره ونهيه ويعلمكم الله مصالح أموركم، حال مقدرة أو مستأنف والله بكل شيء عليم .

[ ص: 49 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية